شركة هوندا Honda

ما هي شركة هوندا (Honda)؟

هوندا موتورز هي شركة يابانية متخصصة بتطوير وتصنيع وتوزيع السيارات، والدراجات النارية، والمعدات الآلية حول العالم بالإضافة إلى قيامها ببعض الأعمال المالية الأخرى،^[١] تأسست الشركة بمدينة إيتايا شو التابعة لإقليم هاماماتسو باليابان عام 1948م على يد سوشيرو هوندا،^[٢] أنتجت الشركة أول دراجة لها بالكامل عام 1949م وأطلق عليها اسم "دريم"، وكانت هذه انطلاقة هوندا التي من خلالها أصبحت من أكبر مصنعي الدراجات بالعالم وأدخلتها عالم منافسات رياضة المحركات.^[٣]

الصناعات التي تقدمها هوندا

لا تقتصر صناعات هوندا على السيارات والشاحنات الخفيفة فقط، بل تقوم بتصنيع الدراجات الرياضية والجبلية، وصناعة آليات عديدة مثل؛ المحركات متعددة الاستعمالات، ومولدات الطاقة، ومضخات المياه، وجزازات العشب، ونافخات الثلج، ومحركات القوارب والطائرات، كما أن لدى شركة هوندا بعضًا من الأعمال المالية مثل؛ خدمات الإقراض بالتجزئة، والتأجير للعملاء، بالإضافة إلى خدمات تمويل الجملة للتجار، وتقدم الشركة أيضًا خدمات ما بعد البيع من خلال تجار التجزئة، أو من خلال موزعين مستقلين بالتعاقد مع الشركة الأم.^[٤]

انطلاقة شركة هوندا

بعد أن فازت شركة هوندا بعقد تزويد قطع لشركة تويوتا، تعرضت لعقبة كبيرة وهي بناء مصنع خاص لتصنيع القطع، حيث كان الإسمنت في ذلك الوقت شحيحًا جدا في اليابان بسبب استعداد البلاد للحرب، فقام مالك الشركة سوشيرو هوندا بتعلم كيفية صناعة الإسمنت وقام ببناء مصنعه.

وبالرغم من نجاة مصانع هوندا من القصف خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن زلزالًا قويا حطم المصانع بعد عام واحد من الحرب، وهنا قرر مالك الشركة بيع خط إنتاج حلقات الكباس لشركة تويوتا، والتوجه نحو تصنيع الدراجات النارية، حيث كان سعر الوقود في ذلك الوقت مرتفعًا جدا باليابان إبان الحرب، وكان لا بد من توفير بديل اقتصادي عن السيارات.

وفي عام 1949 تم إبرام عقد شراكة بين سوشيرو هوندا والمستثمر تاكيو فوجيساوا، وبعد عام واحد تم طرح أول دراجة نارية وكانت تتميز بأنها مضاعفة القوة الحصانية عن الدراجات النارية التقليدية، ولاقت طلبًا كبيرًا إلا أن الإنتاج لم يكن كافيًا وقتها، وبحلول عام 1954 كانت حصة هوندا من سوق الدراجات النارية بالعالم تبلغ 15%.^[٥]

قصة نجاح سوشيرو هوندا

ولد سوشيرو هوندا مؤسس شركة هوندا موتورز عام 1906م في منطقة ريفية تدعى ياماهيغاشي قرب مدينة هاماماتسو اليابانية، وكان الابن الأكبر لوالده الذي يعمل بالحدادة ويملك متجرًا لتصليح الدراجات الهوائية، ووالدته التي تعمل بالنسيج.

كان هوندا مولعًا بالميكانيك وطريقة عمل الآليات، وكان يميل للتعلم من خلال التطبيق أكثر من الدراسة النظرية، لذا قرر ترك الدراسة وهو في السادسة عشرة من عمره وانتقل للعمل في طوكيو، هنالك حيث بدأ بتشكيل خبرته العملية في مجال الميكانيك من خلال العمل كمتدرب تصليح سيارات لدى كراج متخصص يدعى آرتو شوكاي، وبعد عام واحد فقط، أصبح هوندا الميكانيكي الخاص بسائق السباقات شينتشي ساكاكيبارا.^[٦]

وبعد تحصيل خبرة جيدة في مجال الميكانيك، عاد هوندا ليفتتح كراجه الخاص بامتياز شركة (آرتو شوكاي) في مدينته هاماماتسو عام 1928، وكان هو العامل الوحيد بالكراج، ولكن بعد بضع سنوات وفي منتصف الثلاثينيات، أصبح عدد عمال الكراج قرابة الثلاثين عاملًا.

وعندما قرر هوندا التوسع والبدء بتطوير وتصنيع قطع سيارات من إنتاجه، عارض ملاك آرتو شوكاي الفكرة وقرروا عدم الخوض في هذه المجازفة والاستمرار بتصليح السيارات فقط، وعندها افتتح هوندا بالشراكة مع ابن عمه مركزهما الخاص لتطوير "حلقات الكبّاس" وأصبح يعمل فيه ليلًا، ويعود بالنهار للعمل في كراجه آرتو شوكاي.

ولأن مشروعه الخاص لم يسر بأفضل حالاته، قرر هوندا عام 1936 معاودة مقاعد الدراسة في معهد هاماماتسو الصناعي، والاختصاص لمدة عامين في علم المعادن والفلزات، وفي عام 1939 قرر الاستغناء عن كراجه آرتو شوكاي لصالح العمال الموجودين فيه، وتسلم منصب الرئيس في شركة توكاي سيكي.^[٧]

قام هوندا بتقديم 50 حلقة كباس من تصنيعه لمصنع تويوتا عام 1936 ولكن 3 فقط من هذه القطع تم اعتمادها من قبل قسم ضبط الجودة في المصنع الياباني المنافس حاليًا، ولكن بعد دراسة المعادن والتعمق في هذه الصناعة، تمكن هوندا من أن يصبح مورد قطع معتمد لدى شركتي تويوتا وناكاجيما للطائرات، ووظف حينها 2000 عامل، وهنا كانت انطلاقة شركة هوندا.^[٨]

هوندا ورياضة المحركات

بالرغم من أن تاكيو فوجيساوا كان ذا فكر تجاري بحت، إلا أن سوشيرو هوندا كان يطمح لدخول عالم رياضة الدراجات النارية، فكان يسعى لتطوير المحركات أولا بأول من أجل المنافسة في هذه الرياضة، وهذا ما تمكن من تحقيقه، فمع نهاية خمسينيات القرن الماضي، كانت هوندا قد تمكنت من الفوز بجميع جوائز سباقات الدراجات النارية المرموقة في العالم حينها.

وفي نفس الوقت تمكن تاكيو فوجيساوا من إقناع سوشيرو هوندا بتطوير دراجة نارية غير رياضية، تكون آمنة وذات مظهر مقبول وغير باهظة الثمن، وذلك ليمكن من استخدامها ربات البيوت وعمال توصيل الطرود ولتوسيع شريحة المستهلكين لدى الشركة، وبالفعل، تمكنت الشركة من إنتاج دراجة أسمتها "سوبر كب" لاقت رواجًا كبيرًا باليابان، وجعلت هوندا أكبر مصنع دراجات ياباني عام 1959 بمبيعات بلغت 55 مليون دولار، وباعت شركة هوندا عام 1959 عدد 285 ألف دراجة نارية، منهم 168 ألف دراجة اقتصادية "سوبر كب".^[٩]

الانتقال لسوق السيارات

بعد أن أصبحت هوندا شركة رائدة في صناعة الدراجات عالميًا، قررت عام 1967 تنويع منتجاتها وبدأت بإنتاج سيارات وشاحنات خفيفة، بالإضافة لمحركات متعددة الاستعمالات، وفي عامي 1967 و 1968 قدمت الشركة سيارتي ركاب خفيفتين لم تلقيا نجاحًا كبيرًا في السوقين الياباني والأمريكي، ولكن عام 1973 قدمت الشركة أول طراز لها من سيارة هوندا سيفيك والتي تزامن طرحها مع أزمة النفط العالمية، مما منح هذه السيارة الاقتصادية حضورًا حقيقيًا في السوق في ذلك الوقت.

وفي عام 1976 كانت سيارة سيفيك قد تخطت علامة المليون سيارة مباعة، وكانت الشركة قد جهزت طرازًا جديدًا أكثر رقيًا أطلقت عليه اسم أكورد، وفي عام 1982 بدأ إنتاج سيارة هوندا أكورد بالولايات المتحدة في المصنع التابع للشركة في مدينة ماريسفيل بولاية أوهايو الأمريكية، وفي نفس العام بلغ إنتاج هوندا من الدراجات 3.5 مليون وحدة سنويًا، يصنع ويباع ثلثها خارج اليابان.

تحركت هوندا نحو إنتاج سيارة أكثر فخامة من أكورد، فأطلقت سيارة أكورا عام 1986 والتي لاقت رواجًا كبيرًا فور إطلاقها، وبحلول نهاية الثمانينيات، أصبحت هوندا واحدةً من الشركات المصنعة للسيارات الرائدة في العالم.^[١٠]

أرقام حول شركة هوندا

بيعت هوندا حوالي 1.45 مليون سيارة في الولايات المتحدة عام 2019، مما جعلها رابع أكثر السيارات مبيعًا، وثاني أكثر العلامات التجارية الآسيوية نجاحًا في أمريكا، بعد تويوتا فقط،^[١١] ولدى شركة هوندا 34 مصنعًا في 18 دولة حول العالم، وقد باعت 100 مليون سيارة حتى سبتمبر 2016، بالإضافة إلى 520 مليون دراجة وآلة.^[١٢]

للاطلاع على المزيد من مواضيع شركات السيارات: شركة لكزس، شركة هيونداي