هل سمعت عن شركة إنرون من قبل؟

شركة إنرون "Enron Corporation" هي شركة أمريكية لإنتاج وتجارة الطاقة والسلع والخدمات، تندرج تحت قطاع الكهرباء والغاز الطبيعي، ويمكنك التعرّف عليها كالآتي:


مراحل تأسيس شركة إنرون الأمريكية

تأسست الشركة عام 1985 على يد كينيث لاي من خلال دمج شركتين لنقل الغاز الطبيعي، هما شركة هيوستن للغاز الطبيعي وشركة InterNorth Inc، ليتم تغيير اسم الشركة فيما بعد إلى إنرون في عام 1986.[١]


ولكن، بعد أن فقدت الشركة حقها الحصري في تشغيل خطوط الأنابيب الخاصة بها، وذلك بعد أن أصدر كونغرس الولايات المتحدة سلسلة من الإجراءات في أوائل التسعينيات لإلغاء تنظيم بيع الغاز الطبيعي، حولت إنرون نفسها إلى متداول في عقود مشتقات الطاقة.[١]


لذا، عملت الشركة كوسيط بين موردي الغاز الطبيعي وعملائهم بمساعدة جيفري سكيلينج، الذي بدأ كمستشار، وأصبح فيما بعد مدير العمليات في الشركة، وهذا الأمر سمح للمنتجين بالتخفيف من مخاطر تقلبات أسعار الطاقة من خلال تحديد سعر بيع منتجاتهم لما تفاوضت به الشركة من عقود مقابل رسوم بمساعدة من سكيلينج كذلك، فهي سرعان ما سيطرت على سوق عقود الغاز الطبيعي، وبدأت الشركة في تحقيق أرباح ضخمة من صفقاتها.[٢]


مراحل تطور شركة إنرون

بعد أن تم تأسيسها من قِبل كينيث لاي في عام 1985، حصلت الشركة بعد 10 أعوام من تأسيسها، أي في عام 1995، على لقب "الشركة الأمريكية الأكثر ابتكارًا" من قِبل Fortune، حيث استمرت في الفوز بهذا اللقب أو الجائزة لمدة ست سنوات متتالية.


استمرّت الشركة في نجاحها، وشهدت زيادة ملحوظة في قيمتها السوقية، وبعد مرور 15 عامًا على تأسيسها، أي في عام 2000، حققت أسهم الشركة ارتفاعًا ملحوظًا جدًا وصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق فقد بلغت 90.56 دولاراً. [٣]


انهيار شركة إنرون: عام 2001

تعرضت شركة إنرون عملاقة تجارة الطاقة لواحدة من أكبر وأضخم الانهيارات المالية في تاريخ أمريكا وتاريخ العالم كاملاً، والتي بدأت ملامحها في عام 2001، ولا تزال نتائجها مستمرة حتى يومنا هذا، ولا يزال اسمها مقروناً بالفضيحة بعد ما يقارب العشرين عامًا من الحدث.[٢]


إذ بدأت حينما كشف المستشار القانوني ومدقق الحسابات آرثر أندرسون عن عملية الاحتيال الكبرى التي قامت بها شركة إنرون، فقد قامت إنرون بالتلاعب بالعمليات والكشوفات المحاسبية للشركة، كما تلاعب التجار فيها بسوق الكهرباء، وهذا ما دفع آرثر إلى الطلب من المراجعين إتلاف جميع ملفات إنرون، باستثناء وثائق إنرون الأساسية.[٢][٣]


ويعود الدور الأساسي لعملية الاحتيال هذه إلى جيفري سكيلينج، والذي تمكّن برفقة فريق من المديرين التنفيذيين من إخفاء ديون صفقات ومشاريع فاشلة تُقدّر قيمتها بمليارات الدولارات، وتم الاتفاق مع المدير المالي للشركة آندرو فاستو في تضليل عمليات المحاسبة، وهذا يفسّر استقالة جيفري سكيلينج بشكل مفاجئ قبل الفضيحة.


لم يدم هذا التضليل طويلاً، فقد انكشف وأدى إلى إعلان الشركة خساراتها الفادحة والمتكررة في ذلك العام، والتي بلغت قيمتها أول مرة 137 مليون دولار، ثم تلتها خسارة أخرى بلغت 618 مليون دولار، وهذا بدوره تسبّب في انخفاض سعر أسهم الشركة بشكل كبير جدًا لتصل إلى 39.95 دولارًا ثم إلى 38.84 دولاراً.


اعتراف شركة إنرون

نظرًا لصعوبة الموقف، تقدّمت شركة إنرون بالاعتراف بشأن تضخيم دخلها بنحو 586 مليون دولار منذ عام 1997، وذلك في مواجهتها لتحقيق من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، وتراجعت أسهمها مرة أخرى في ذلك اليوم إلى حوالي 20.75 دولارًا في ذلك اليوم بعد اعترافها.


واجهت إنرون تحقيقاً آخر في نفس العام، وقد قدمت اعترافًا آخر، وعلى إثره تابعت هيئة الأوراق المالية والبورصات تحقيقاتها، وتبين أن آرثر أندرسون وقع ضحية أخرى لفضيحة إنرون، بينما توسعت هيئة الأوراق المالية والبورصات في تحقيقاتها، وبدأت وزارة العدل الأمريكية بالقيام بتحقيق جنائي للقضية.


وفي نهاية هذا العام المشؤوم على الشركة، أوضحت ملفات إنرون بأنها تتعرض للإفلاس، والذي يعتبر الإفلاس الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، وقد أُغلقت قيمة الأسهم عند 0.26 دولاراً فقط بعد أن كانت تفوق الـ90 دولارًا قبل أشهر قليلة، وهذا أيضًا تسبّب في رفع دعاوى قضائية كثيرة من قِبل المساهمين في الأسهم هذه.


عواقب فضيحة شركة إنرون

في بداية عام 2002، تم تعليق شركة إنرون من بورصة نيويورك، وقد طُلب آرثر أندرسون للعدالة في شهر حزيران من نفس السنة؛ لكونه مدقق الحسابات في الشركة المحاسبية التابعة لشركة إنرون، حيث اتَُهم بعرقلة العدالة بسبب إتلافه الوثائق والأوراق المالية في بداية الحادثة.[٢]


وليس ذلك فحسب، فإن آثار فضيحة شركة إنرون لا تزال ظاهرة حتى يومنا هذا، فقد تسببت في ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير للغاية، بالإضافة إلى انقطاع الكهربائي لولاية تكساس؛ وبالتالي سقوط حاكم الولاية.[٢]


كما أثرت الشركة بشكل كبير على الوضع الاقتصادي للبلد، فعند إفلاسها وتصفيتها كانت قد خلَفت الشركة ما يقارب 29000 موظف ليصبحوا عاطلين عن العمل وغير قادرين على إعالة أسرهم، الأمر الذي يؤثر بشكل ملحوظ على عجلة الاقتصاد.[٢]


يمكنك قراءة المزيد عن الشركات العربية للكهرباء، مثل شركة شمال الدلتا المصرية، والشركة السعودية للكهرباء.

المراجع

  1. ^ أ ب ADAM HAYES (25/10/2021), "Enron", investopedia, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Peter Bondarenko (30/11/2021), "Enron scandal", britannica, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب TROY SEGAL (26/11/2017), "Enron Scandal: The Fall of a Wall Street Darling", investopedia, Retrieved 6/12/2021. Edited.